يُعرف عشب الأستراجالوس، أو هوانج تشي، باسم "الزعيم الأصفر" وقد تم استخدامه في آسيا منذ آلاف السنين. هذه العشبة الشهيرة، موطنها الصين ومنغوليا وكوريا الشمالية، يشاد بقدرتها على استعادة الصحة على جميع المستويات - جسديًا، وعقليًا، وعاطفيًا، وروحيًا. 

يعكس اسم "الزعيم الأصفر" أن جذره، وهو جزء عشب الأاستراجالوس الأكثر استخدامًا في العلاج بالأعشاب، أصفر اللون. كما يعكس تصنيف الأستراجالوس في أعلى فئة من المكونات العشبية في الطب الشرقي التقليدي (TOM). تم إدراج عشب الأستراجالوس في فئة الأعشاب الفائقة في النصوص الطبية الكلاسيكية ويعتبر واحد من 50 عشبًا أساسيًا في الطب الصيني التقليدي. 

ما هو الأستراجالوس؟

 الأستراجالوس (أستراجالوس ميمبراناسيوس) هو عضو في عائلة Fabaceae (فاباسيا) أو البازلاء، وهي ثالث أكبر عائلة نباتية في العالم وتحتوي على العديد من الأعشاب القيمة. غالبًا ما يُطلق على الآلاف من الأستراجالوس غير الطبي اسم "ميلكفيتش". وتشمل مجموعة واسعة من النباتات الصالحة للأكل، والنباتات السامة، ونباتات الزينة. بالإضافة إلى كونها كبيرة ومتنوعة، تنمو هذه الفصيلة النباتية على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم. 

على الرغم  من أنه يُعتقد أنه تم استخدام الأستراجالوس  طبيًا في الصين لما لا يقل عن 2000 عام، فقد ظهر لأول مرة في كتاب الطب الصيني التقليدي (TCM) المبجل المعروف باسم The Shen Nong Ben Cao Jing (The Divine’s Materia Medica Classic). هذا الكتاب هو أساس الطب الصيني التقليدي. بداخله، يتم ترتيب النباتات الطبية حسب النوع - عشب، فاكهة، جذر، إلخ - وتصنيفها حسب الفاعلية. يتم تصنيف الأستراجالوس باستمرار في أعلى فئة من المكونات العشبية.

تم تقديم الأستراجالوس أخيرًا إلى أمريكا الشمالية في عام 1952. ومع ذلك، وفقًا لعالم الأعشاب ستيفن بونر، لم يتم استخدامه على نطاق واسع حتى الستينيات، عندما أصبحت الأعشاب الشرقية شائعة بين أطباء العلاج بالأعشاب الغربيين.

ما هي فائدة عشب الأستراجالوس (هوانج تشي)؟

باعتباره واحدًا من أقوى المقويانت المناعية في الأدوية العشبية الشرقية والغربية، يمكنك تناول الأستراجالوس  كشاي، أو صبغة، أو قرص، أو كبسولة، أو حساء. كما أنه عنصر قوي مضاد للشيخوخة في منتجات العناية بالبشرة. 

قد يقدم الأستراجالوس العديد من الفوائد، بما في ذلك دعم علاج الحساسية، والإمساك، ونزلات البرد، والتهابات الجهاز التنفسي العلوي. 

1. دعم المناعة

وفقًا للطب الشرقي التقليدي، يقوي الأستراجالوس وي تشي (الطاقة الحيوية)، أو الطبقة الواقية من الطاقة الموجودة أسفل الجلد مباشرة. في الطب الشرقي التقليدي، يساعد تقوية وي تشي على حمايتنا من نزلات البرد. للوقاية من نزلات البرد، غالبًا ما يتم إقران الأستراجالوس مع الأعشاب المغذية والمعززة للمناعة، مثل  البلسان ، والإكناسيا،  والرايشي،  والمايتاكي، وفطر الشيتاكي. 

تشير الدراسات إلى أن الأستراجالوس له خصائص مضادة للفيروسات وقد يساعد في تحفيز جهاز المناعة. كما أن له خصائص قوية مضادة للبكتيريا والالتهابات. يوصى باستخدامه كعلاج موضعي للبشرة للعناية بالجروح. 

يعتبر الأستراجالوس من المواد التكيفية (أدابتوجين)  الفعالة التي تساعد على حماية الجسم من الإجهاد والمرض ويساعد على خلق التوازن داخل الجسم. غالبًا ما يستخدم لزيادة الحيوية، والقدرة على التحمل، والتركيز الذهني. عندما تتعامل مع التوتر والقلق، يمكن استخدام الأستراجالوس للمساعدة في تهدئتك وإعادتك إلى حالة الانسجام. 

2. طول العمر، والطاقة، والحيوية

قد يساعد الأستراجالوس  في زيادة الطاقة وزيادة القدرة على التحمل، جسديًا وعقليًا. في الطب الشرقي التقليدي، يعتبر الأستراجالوس واحد من أقوى الأعشاب لزيادة تشي، أو طاقة قوة الحياة. غالبًا ما يستخدم لزيادة الطاقة والقدرة على التحمل عند نفاد الطاقة. 

تشير الدراسات التي أجريت على الخلايا البشرية إلى أن الأستراجالوس قد يساعد في تعزيز تكاثر الخلايا السليمة وإصلاح الحمض النووي. التيلوميراز هو بروتين فريد من نوعه يقوم بإصلاح تسلسل الحمض النووي التالف في خلايانا. يحتوي الأستراجالوس على مركبات لها تأثيرات قابلة للقياس محفزة ومحسنة للتيلوميراز، والتي تم ربطها بإطالة العمر، ومكافحة الشيخوخة، وإصلاح الحمض النووي. 

3. صحة القلب

يحتوي الأستراجالوس على مركبات الفلافونويد، وهي مضادات أكسدة قوية. تشير الدراسات إلى أن مركبات الفلافونويد تدعم صحة القلب من خلال المساعدة في خفض ضغط الدم، وتعزيز مستويات الكوليسترول الصحية، وتحسين وظائف القلب. 

4. الحساسية

في إحدى الدراسات المعروفة، ساعد الأستراجالوس في تقليل الأعراض لدى الأشخاص المصابين بالتهاب الأنف التحسسي أو حمى القش.

5. صحة الجهاز التنفسي والدورة الدموية

وفقًا للطب الشرقي التقليدي، يحمي  الأستراجالوس  طاقة الرئة. تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الأستراجالوس يدعم وظائف الرئة الصحية وقد يساعد في تحسين الدورة الدموية وتدفق الدم. كما أنه يغذي الدم ويقويه بسبب ارتفاع مستوى الحديد المتوفر بيولوجيًا.

6. صحة الجلد

يزيد الأستراجالوس  من الطاقة ودوران الدم، مما يساعد بشكل مباشر على تحسين خلايا الجلد، وبالتالي تحسين الجودة والمظهر العام للبشرة. ويساعد على استعادة التوازن الطبيعي للبشرة عن طريق إزالة السموم، وتحفيز إنتاج الكولاجين، وتقليل الالتهاب، وتحسين الدورة الدموية وتجديد خلايا الجلد. 

في منتجات العناية بالبشرة، يساعد الأستراجالوس في تعزيز صحة البشرة وشبابها من خلال تشجيع تكاثر الخلايا السليمة وتقليل الالتهاب. إنه واحد من الأعشاب المفضلة لدي لاستخدامها عند صناعة منتجات العناية بالبشرة والجسم التي تهدف إلى تقليل علامات الشيخوخة وتحسين الحيوية العامة للبشرة. 

الجودة والفعالية

كما هو الحال مع جميع المنتجات العشبية، فإن مكملات ومنتجات الأستراجالوس العضوية، وبرية الحصاد والصنع هي الأفضل. ابحث دائمًا عن الشركات والمصنعين الذين يقدرون الجودة ولديهم معرفة بالصياغة المناسبة.

احتياطات السلامة

في الجرعات الموصى بها، لا يسبب  الأستراجالوس  أي آثار جانبية خطيرة ويمكن استخدامه بأمان بشكل عام. 

حاليًا، لا يوجد دليل على ما إذا كان الأستراجالوس آمنًا للنساء المرضِّعات. نظرًا لأن الأستراجالوس قد يحفز جهاز المناعة، يجب على المصابين بأمراض المناعة الذاتية استشارة الطبيب قبل تناوله.

تحدث مع طبيبك دائمًا قبل تناول أي دواء، بما في ذلك الأعشاب، للتأكد من أنها آمنة بالنسبة لك ولن تتفاعل مع الأدوية الأخرى التي تتناولها.

المراجع:

  1. Botanical Medicine for Women's Health by Dr. Aviva Romm
  2. Encyclopedia of Herbal Medicine by Andrew Chevallier
  3. Planetary Herbology by Michael Tierra
  4. Harley CB, Liu W, Blasco M, et al. A Natural Product Telomerase Activator As Part of a Health Maintenance Program. Rejuvenation Research. 2011;14(1):45-56. doi:10.1089/rej.2010.1085.
  5. Matkovic Z, Zivkovic V, Korica M, et al. Efficacy and safety of Astragalus membranaceus in the treatment of patients with seasonal allergic rhinitis. Phytother Res. 2010;24:175-81.
  6. Yang QY, Lu S, Sun HR. Clinical effect of Astragalus granule of different dosages on quality of life in patients with chronic heart failure. Chin J Integr Med. 2011;17(2):146-9