هل وجدنا أساس الشباب؟ من المحتمل. ربما سمعت عن الريسفيراترول، الذي أثار الجدل مؤخراً في كل من الطعام والعناية بالبشرة. ربما تتساءل ما هو وما إذا كان يستحق كل هذا الضجيج. هيا نلقي نظرة.

ما هو الريسفيراترول؟

الريسفيراترول هو جزيء متعدد الفينول موجود بشكل طبيعي في العنب المخمر وأكثر من 70 نوعاً من النباتات. في الطبيعة، يعمل الريسفيراترول على حماية النباتات من الأشعة فوق البنفسجية والالتهابات والضغوطات الخارجية أو البيئية الأخرى. في الدراسات المختبرية، ثبت أنه يزيد من عمر الحيوانات.

ينتمي الريسفيراترول إلى مجموعة من المركبات المضادة للأكسدة تسمى البوليفينولات، والتي تزخر بالكثير من الفوائد الصحية. تحتوي البوليفينولات على خصائص ضوئية وقائية مضادة للالتهابات ومضادة للميكروبات. حتى أن هناك دراسات تبين أن البوليفينولات قد تحمي من أمراض مثل داء السكري وتصلب الشرايين والخرف وهشاشة العظام.

تعمل البوليفينولات والعديد من مضادات الأكسدة الأخرى عن طريق كسح الجذور الحرة التي قد تلحق الضرر بالحمض النووي الخلوي. تنتج أجسامنا باستمرار الجذور الحرة الناتجة عن الشمس، وعن البيئة، وحتى عن عملية هضم الطعام. الجذور الحرة غير مرغوب فيها ولكنها ضرورية لوظائف الخلايا. 

تتضمن بعض مضادات الأكسدة الشائعة التي تعرفها على الأرجح فيتامين "ج" و "هـ"، ولكن البوليفينولات هي فئة أخرى من مضادات الأكسدة القوية. إنها موجودة في النبيذ الأحمر والشوكولاتة الداكنة والتوت والشاي، هذا على سبيل المثال لا الحصر لبعض مصادرها.

اكتسب الريسفيراترول على وجه الخصوص شعبية، ويُطلق عليه "جزيء طول العمر". دعنا نستكشف فوائد مضادات الأكسدة هذه وكيف يمكنك دمجها بشكل أفضل في حياتك والعناية ببشرتك.

فوائد الريسفيراترول

الريسفيراترول هو بوليفينول غير فلافونويدي، والاسم الكيميائي له هو ستيلبين. ثبت أن له فوائد مضادة للشيخوخة وفوائد طبية بسبب خصائصه المضادة للالتهابات. نحن نعلم أن الالتهاب يؤدي دوراً كبيراً ليس فقط في الشيخوخة، ولكن أيضاً في الأمراض.

يساعد الريسفيراترول على مكافحة الشيخوخة عن طريق تعديل مجموعة من البروتينات التي تنظم عملية التمثيل الغذائي للخلايا، وإصلاح الحمض النووي. كما أنه يثبط إنزيمات الجسم التي تكسر الكولاجين، حيث إن تكسره يؤدي إلى ظهور علامات الشيخوخة مثل الخطوط الدقيقة والتجاعيد..  

كيف أتناول الريسفيراترول؟

يمكن تناول الريسفيراترول عن طريق الفم إما من المكملات الغذائية أو الطعام. مصدري الغذاء الأكثر شهرة هما قشر العنب والنبيذ الأحمر. تشمل المصادر الأخرى التوت والمكسرات والكاكاو. ومع ذلك، فإن توافره البيولوجي في المصادر الغذائية محدود. على الرغم من أن أجسامنا يمكنها امتصاص هذا المركب بشكل فعال من خلال الجهاز الهضمي، إلا أنه يتم استقلابه بسرعة إلى منتجات ثانوية أخرى، ومن الصعب تقييم مقدار المركب النشط المتاح. حتى في الجرعات الكبيرة، لا يُعثر سوى على كميات ضئيلة من الجزيء النشط في مجرى الدم. وهذا يجعل إجراء الدراسات العلمية أمراً صعباً، ولا نعلم حالياً مدى فائدة الريسفيراترول الذي يُؤخذ عن طريق الفم، والمقدار المطلوب لإحداث التأثير المضاد للأكسدة، وما إذا كانت المنتجات الثانوية لها أي فائدة محتملة.

نظراً لأن المسار الفموي قد لا يكون الطريقة الأكثر فاعلية لتناول الريسفيراترول، فإن دمجه في روتين العناية بالبشرة هو الخيار الأكثر منطقية.

أظهرت الدراسات أنه عند استخدام الريسفيراترول الموضعي على الجلد، فإنه يمتص بشكل فعال ويظل قادراً على إحداث تأثير مضاد للأكسدة. في شكل الهيدروجين، ثبت أنه يحسن نسيج البشرة، ويقلل من ظهور الخطوط الدقيقة والتجاعيد، ويوحد لون البشرة. يحتوي الريسفيراترول أيضاً على خصائص مضادة للبكتيريا ومضادة للفطريات، وقد أشارت دراسات محدودة إلى أنه قد يساعد حتى على تقليل حب الشباب الالتهابي بأقل قدر من التهيج أو الجفاف.

الريسفيراترول الموضعي يعمل أيضاً على تفتيح البشرة. أثبتت الدراسات أنه يمكن أن يساعد في تقليل فرط التصبغ الناجم عن حب الشباب أو أضرار أشعة الشمس أو غيرها من الإصابات الخارجية للجلد. وأخيراً، فقد ثبت أنه يساعد على تقليل احمرار الجلد، وقد يكون علاجاً موضعياً رائعاً لمن يعانون من الوردية أو احمرار الوجه المتكرر. في دراسة مجموعة صغيرة، أفاد الأفراد الذين استخدموا الريسفيراترول الموضعي والشاي الأخضر إلى انخفاض احمرار الوجه بعد ستة أسابيع فقط من الاستخدام.

كيف تدمج الريسفيراترول في روتينك اليومي

تتطلب البشرة الصحية والمشرقة اتباع نظام غذائي متوازن ومليء بالمغذيات ونظام فعال للعناية بالبشرة وعادات حياتية جيدة. وبالتالي ينبغي الابتعاد عن التدخين وتسمير البشرة وقلة النوم. على الرغم من أن البيانات محدودة عن التوافر الحيوي للريسفيراترول الذي يؤخذ عن طريق الفم، ما زلت أنصح بتناوله باتباع مزيج من النظام الغذائي الذي يحتوي عليه والاستخدام الموضعي له.

معظم الأطعمة التي تحتوي على مستويات عالية من الريسفيراترول جيدة لجسمنا وتحتوي على العديد من مضادات الأكسدة الأخرى المفيدة لمحاربة الجذور الحرة. إذا كنت تُفضل تناول الحبوب، أنصح بمكملات 100-200 ملغ يومياً، ولكن مرة أخرى، فإن البيانات محدودة حول امتصاص مكملاته الغذائية وفعاليتها.

للاستخدام الموضعي، هناك تركيبات مختلفة من الريسفيراترول في منتجات العناية بالبشرة: سيروم ومرطبوكريم وحتى واقي من الشمس. يمكن العثور على ريسفيراترول في تركيبة مع مضادات الأكسدة الأخرى مثل فيتامين "هـ" لتحسين استقراره واختراقه للجلد.

أنا شخصياً أحب استخدام مضادات الأكسدة في السيروم. السيروم هو في الأساس منتج يحتوي على تركيزات عالية جداً من العنصر النشط للمساعدة على حماية البشرة، ومنع علامات الشيخوخة. ولكن على عكس سيروم فيتامين "ج"، الذي يجب استخدامه في الصباح للتخفيف من أضرار أشعة الشمس، يجب استخدام الريسفيراترول ليلاً لإعطاء بشرتنا ما تحتاجه لإصلاح نفسها من جميع الأضرار البيئية والداخلية التي تعرضت لها في النهار. 

أخيراً، تذكر أن الاستقرار واختراقه للجلد هما أهم ما تبحث عنه عند اختيار المنتج المناسب. مثل منتجات فيتامين "ج"، يمكن أن تتحلل منتجات الريسفيراترول عن طريق الأشعة فوق البنفسجية. تأكد من أن منتجك في زجاجة معتمة محكمة الإغلاق للحفاظ على فعاليته.