ليس من الحتمي فقدان الذاكرة وانخفاض قوة الدماغ مع تقدمنا في العمر.

تعد خلايا الدماغ هي الخلايا الأكثر تعقيدًا، والأطول عمرًا، والأكثر احتياجًا من الناحية الغذائية في الجسم. أظهرت الدراسات العلمية أن الذكاء والذاكرة والسلوك والتركيز تتأثر جميعها بجودة تغذية الدماغ. سواء كنا صغارًا أو كبارًا، تلعب حالتنا الغذائية دورًا حيويًا في تحديد مدى جودة وظائف أدمغتنا.

تعزز العديد من مكونات المكملات الغذائية صحة الدماغ. سنركز في هذا المقال على أجدرها استنادًا للأبحاث العلمية. من المهم أيضًا الإشارة إلى وجود صلة قوية جدًا بين الصحة القلبية الوعائية وصحة الدماغ. ليس من المستغرب أن تقدم العديد من الاستراتيجيات الغذائية والأنماط الحياتية والمكملات الغذائية المخصصة لدعم صحة القلب فوائد إضافية (إما بشكل مباشر أو غير مباشر) لدعم صحة الدماغ أيضًا.

‌‌‌‌أفضلها بشكل عام: فيتامين ب، أو أوميغا 3، أو الفيتامينات المتعددة ذات الجودة العالية

أظهرت العديد من الدراسات وجود ارتباط مباشر بين وظائف المخ وحالة التغذية، خاصة فيما يخص العناصر الغذائية الرئيسية مثل الفيتامينات والمعادن وأحماض أوميغا 3 الدهنية.1-3

مع تكرار نقص المغذيات، خاصة عند كبار السن، من الممكن أن يرجع سبب العديد من حالات ضعف الوظائف العقلية والذاكرة إلى أسباب غذائية.

تُعد فيتامينات ب، وأحماض أوميغا 3 الدهنية مهمة جدًا لوظائف المخ والذاكرة. ليس من المستغرب أنها تعمل بشكل أفضل عند تناولها معًا.

فيتامين (ب)

لنلقِ نظرة أولاً على دراسة أجريت في قسم علوم الأعصاب الإكلينيكية بجامعة أكسفورد والتي سلطت الضوء على تأثير مكملات فيتامينات ب.4 وشملت الدراسة 156 مريضًا مُسنًا يعانون من ضعف إدراكي خفيف ومخاطر عالية للإصابة بفقدان حاد في الوظيفة العقلية. تم تقسيم المرضى إلى مجموعتين: مجموعة تناولت مكمل يومي يحتوي على 800 ميكروجرام من حمض الفوليك، و20 مليجرام من فيتامين B6، و500 ميكروجرام من فيتامين B12 في حين تلقت المجموعة الأخرى مكمل غذائي وهمي. قد تجد عادةً هذه المستويات من حمض الفوليك، وفيتامين B6، وفيتامين B12 في التركيبات متعددة الفيتامينات والمعادن ذات الفعالية العالية.

وقد استخدم الباحثون التصوير بالرنين المغناطيسي قبل التجربة وأثناء فترة الاختبار لقياس مستويات ضمور المادة الرمادية لدى المرضى في أدمغتهم. يُعد ضمور (تقلص) المادة الرمادية علامة على تسارع شيخوخة الدماغ.

ومع انتهاء الدراسة التي استمرت لعامين، وجد الباحثون أن أولئك الذين تناولوا مكمل فيتامين ب لديهم تقلص أقل في المادة الرمادية بحوالي سبع مرات عن مجموعة الدواء الوهمي.

كما اكتشف الباحثون أيضًا وجود مستويات أعلى من الهوموسيستين لدى أولئك الذين تقلصت المادة الرمادية لديهم بشكل أسرع، وأنهم استفادوا بشكل كبير من تناول مكملات فيتامين ب. الهوموسيستين هو مستقلب من الحمض الأميني الميثيونين والذي يزداد مع انخفاض مستويات فيتامين B12 أو فيتامين B6 أو حمض الفوليك. قد يؤدي الهوموسيستين إلى زيادة الضرر التأكسدي للدماغ والأنسجة الأخرى.

في النهاية، وجد باحثو أكسفورد أن مكملات فيتامين ب قد تُبطئ ضمور مناطق معينة من الدماغ المرتبطة بالتدهور المعرفي.4

أحماض أوميغا 3

وجدت دراسة أخرى أجريت في جامعة أكسفورد أن وجود مستويات أعلى من أحماض أوميجا 3 الدهنية في الدماغ يعزز فوائد فيتامينات ب في تحسين الوظيفة الإدراكية.5 

وقد خضع أكثر من 250 شخصًا يعانون من ضعف القدرات العقلية لمجموعة من الاختبارات لقياس إدراكهم ومستويات أحماض أوميغا 3 الدهنية EPA و DHA في دمائهم. تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين عشوائيتين، وتلقيا إما مكمل فيتامين ب أو حبة دواء وهمي لمدة عامين. تم أيضًا قياس أدائهم المعرفي، ومقارنة النتائج بنتائج خط الأساس عند بدء الدراسة.

ما اكتشفه الباحثون هو أنه بالنسبة للأشخاص الذين لديهم مستويات منخفضة من EPA + DHA، كان لمكمل فيتامين ب تأثير ضئيل أو معدوم في منع فقدانهم للمادة الرمادية. ولكن بالنسبة لأولئك الذين لديهم مستويات أساسية عالية من EPA + DHA، كانت فيتامينات ب فعالة جدًا في منع التدهور المعرفي مقارنةً بالعلاج الوهمي. لقد غيرت هذه النتائج قواعد اللعبة حيث أظهرت أن فيتامينات ب تعمل بشكل أفضل على إبطاء معدل ضمور الدماغ في حالات الضعف الإدراكي المعتدل لدى أولئك الذين لديهم مستوى جيد من EPA + DHA.

بالطبع، يرتبط تناول كميات أكبر من أحماض أوميغا 3 الدهنية بتحسين الحالة المزاجية والوظائف العقلية بشكل تلقائي. على سبيل المثال، وجد تحليل تابع لدراسة فرامنغهام الشهيرة للقلب أن الأشخاص الذين لديهم مستويات أعلى في الدم من حمض الدوكوساهيكسانويك DHA قد انخفض لديهم خطر الإصابة بالخرف بنسبة 47% مقارنة بالأشخاص الذين لديهم مستويات منخفضة من هذا الحمض.

تشير نتائج هذه الدراسة إلى أن مجرد تناول الأسماك الغنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية 2-3 مرات أسبوعيًا أو تناول زيت السمك قد يمنح الشخص ما لا يقل عن 1000 مجم من أحماض EPA + DHA يوميًا مما قد يقلل من خطر الإصابة بتدهور عقلي حاد بنسبة قد تصل إلى 50%.6-8

الفيتامينات المتعددة

خلاصة القول هي أن تناول تركيبة فيتامينات ومعادن عالية الفعالية بها ما يكفي من فيتامينات ب جنبًا إلى جنب مع تناول 1000 إلى 2000 مجم من أحماض EPA + DHA من زيت السمك عالي الجودة قد يقلل بشكل كبير من خطر التدهور العقلي مع تقدم العمر.

‌‌‌‌أفضل الأطعمة: الخضراوات والعنب البري

علاوة على الأسماك التي تحتوي على أحماض أوميغا 3 الدهنية، هناك العديد من الأطعمة الأخرى التي تفيد وظائف المخ.

الخضروات الورقية الخضراء

هناك دراسة أجراها المركز الطبي بجامعة راش في شيكاغو على 960 مشاركًا في مشروع الذاكرة والشيخوخة، والذين أكملوا استبيانًا حول الأطعمة التي يتناولونها مرارًا وخضعوا أيضًا لتقييمين معرفيين على الأقل خلال فترة تصل إلى خمس سنوات. وكانت الخلاصة هي أن تناول حصة واحدة يوميًا من الخضراوات الورقية الخضراء والأطعمة الغنية بفيتامين K1، واللوتين، وحمض الفوليك، وألفا توكوفيرول، والنترات، والكامبفيرول يمنع التدهور المعرفي المرتبط بالشيخوخة.

جرب إضافة مكمل نباتي مع الخضراوت الغنية بهذ العناصر مثل السبيرولينا، والكلوريلا، وعصير عشبة القمح، وعصير عشب الشعير، وغيرها إلى نظامك الغذائي.

العنب البري

يعتبر العنب البري وغيره من الأطعمة أو المستخلصات الغنية بالفلافونويد من الأطعمة الأخرى المفيدة بشكل خاص في تعزيز القوة العقلية. في الدراسات التي أجريت على الحيوانات، وجد الباحثون أن العنب البري قد يساعد في حماية الدماغ من الإجهاد التأكسدي وفقدان الذاكرة.10عندما أعطيت الفئران الأكبر سنًا ما يعادل كوبًا من العنب البري يوميًا، أظهروا تحسنًا كبيرًا في كل من القدرة على التعلم والمهارات الحركية الأمر الذي جعلها متكافئة عقليًا مع الفئران الأصغر سنًا. عند فحص أدمغة الفئران، تبين أن خلايا دماغ الفئران التي أعطيت العنب البري تتواصل بشكل أكثر فاعلية من تلك الموجودة في أقرانها من نفس العمر والتي لم تحصل على العنب البري.

جرب تناول المزيد من العنب البري وكذلك تناول مستخلصات غنية بالفلافونويد مثل التوت البري وبذور العنب ومستخلص لحاء الصنوبر (100 إلى 300 مجم يوميًا).

‌‌‌‌الأفضل لتقوية الدماغ: البيرولوكينولين، والكارنتين، والريسفيراترول، والكركمين

الميتوكوندريا هي الأجزاء المنتجة للطاقة داخل خلايانا. هناك أبحاث متزايدة توثق تأثير انخفاض وظيفة الميتوكوندريا في ظهور الشيخوخة، وتراجع الوظيفة المعرفية، وضعف الذاكرة. يمثل الدماغ حوالي 2 في المائة فقط من وزن الجسم، ولكنه يستهلك أكثر من عشرين في المائة من طاقة وأكسجين الجسم. يحتاج الدماغ إلى إنتاج طاقة ميتوكوندريا استثنائية حتى يعمل على النحو الأمثل.

يتطلب تعزيز وظيفة الميتوكوندريا ما يلي:

الإنزيم المساعد Q10 والبيرولوكينولين

فيما يخص محسنات الميتوكوندريا، هناك مكملان غذائيان ثبت أنهما يعملان معًا بشكل رائع في تعزيز الذاكرة والإدراك وهما الإنزيم المساعد CoQ10 ومركب البيرولوكينولين PQQ.

يتمتع CoQ10 بشعبية واسعة، أم PQQ فقد بدأ للتو في اكتساب الشعبية. البيرولوكينولين PQQ هو أحد مضادات الأكسدة القوية التي تمنع تلف الميتوكوندريا على وحه التحديد. إنه يعزز أيضًا الإنتاج التلقائي للميتوكوندريا الجديدة داخل الخلايا الهَرِمة، وهي عملية تُعرف باسم التكوين الحيوي للميتوكوندريا. هذا التأثير هو سبب اعتبار البيرولوكينولين PQQ كإستراتيجية لمكافحة الشيخوخة.

وفي حين يُعتبر البيرولوكينولين PQQ فعالاً في حد ذاته، فقد لوحظ تحقيقه نتائج أفضل عند دمجه مع الإنزيم المساعد Q10. في إحدى الدراسات التي أجريت على 71 شخصًا في منتصف العمر وكبار السن ممن تتراوح أعمارهم بين 40-70 سنة، تبين أن تناول المكملات التي تحتوي على 20 ملجم من PQQ يوميًا قد أدى إلى تحسينات في اختبارات الوظيفة الإدراكية المتقدمة مقارنةً بمجموعة الدواء الوهمي، ولكن في المجموعة التي تلقت 20 ملجم من PQQ مع 300 ملجم من CoQ10 كانت النتائج أكثر ذهولًا. 11 لقد شارك كل من PQQ و CoQ10 في إنتاج طاقة الميتوكوندريا، وعليه لم تكن النتائج مفاجئة.11،12

أستيل كرنيثين

أستيل الكارنيتين (ALC)هو أهم شكل من أشكال الكارنيتين، وهو مركب يصنعه الجسم (مثل CoQ10)، ولكن يتراجع إنتاجه في بعض الأحيان.

يلعب الكارنيتين دورًا رئيسيًا في التمثيل الغذائي للدهون والكربوهيدرات والبروتين وكذلك في إنتاج الطاقة وهو بالغ الأهمية لعملية التمثيل الغذائي للميتوكوندريا. يُعد أستيل الكارنيتين الشكل المفضل من الكارنيتين والذي يُفضل تناوله لتعزيز صحة الدماغ.13

يعمل أستيل الكارنيتين على حماية وتعزيز نشاط الميتوكوندريا في خلايا الدماغ ويقلل من الإجهاد التأكسدي. يؤدي ذلك إلى زيادة إنتاج الطاقة داخل خلايا الدماغ مما يؤدي إلى تحسين وظائف المخ.

وقد أظهرت الدراسات السريرية أن بإمكان أستيل الكارنيتين تحسين الأداء العقلي والذاكرة. من بين التحسينات الملحوظة مهام التعلم قصيرة المدى، ومهام التعلم الخاصة، ومهام الانتباه المحددة بوقت، ومهام التعرف على الشخصية. قد تظهر التأثيرات في بعض الأحيان خلال الشهر الأول من الاستخدام، ولكن مع استخدام أستيل الكارنيتين على المدى الطويل (أكثر من عام على سبيل المثال) ستتأكد هذه التحسينات في الذاكرة والانتباه. 14. الجرعة النموذجية لأستيل الكارنيتين هي 900 إلى 1500 ملجم يوميًا.

الريسفيراترول

الريسفيراترولهو مركب نباتي موجود بمستويات منخفضة في قشر العنب الأحمر والنبيذ الأحمر ومسحوق الكاكاو وشوكولاتة الطبخ والشوكولاتة الداكنة والفول السوداني وقشر التوت. يُنَشِّط الريسفيراترول إنزيمًا يعرف باسم سيرتوين 1 والذي يلعب دورًا مهمًا في تنظيم فترات الحياة الخلوية، كما أنه يعزز وظائف المخ، ويعزز التحكم في نسبة السكر في الدم عن طريق تحسين عمل الأنسولين.

تُظهر الأبحاث السريرية التي أجريت على البشر قدرة الريسفيراترول على تقليل علامات التهاب الدماغ المرتبط بالشيخوخة وضعف الوظيفة العقلية لدى كبار السن.15،16 وعليه، ساعد الريسفيراترول في تحسين المزاج، والإدراك العقلي، ونتائج قياسات أنشطة الحياة اليومية لدى كبار السن.

تأتي معظم مكملات الريسفيراترول من نبات البَطْباط الياباني (Polygonum cuspidatum). الجرعة النموذجية هي 1000 ملجم من الريسفيراترول الطبيعي يوميًا.

الكركمين

الكركمين هي صبغة صفراء من الكركم. إضافة إلى مجموعة من تأثيراته المضادة للشيخوخة، يبدو الكركمين واعدًا بشكل مذهل باعتباره حاميًا ومُعززًا للدماغ.17

وقد تبين أن سكان المناطق الريفية في الهند الذين يأكلون كميات كبيرة من الكركم، لديهم أدنى معدل للإصابة بمشاكل الدماغ المرتبطة بتقدم العمر في العالم. من الممكن طبعًا تناول الكركم (المكون الرئيس للكاري) في النظام الغذائي بكثرة، إلا أن تناول منتج الكركمين يمد الجسم بجرعات أعلى ويحقق نتائج أفضل.

في دراسة أجريت في جامعة كاليفورنيا، تم اختيار 40 شخصاً بالغاً تتراوح أعمارهم بين 50 و 90 عاماً ممن يعانون من ضعف الإدراك والذاكرة بشكل عشوائي ليتلقوا دواءً وهميًا أو Theracurmin® (تركيبة ذات تركيز بيولوجي مرتفع من الكركمين) بجرعة 90 ملجم من الكركمين مرتين يوميًا لمدة 18 شهرًا.18

تلقى جميع الأشخاص الأربعون مجموعة موحدة من التقييمات العقلية في بداية الدراسة وبعد ستة أشهر وبعد 18 شهرًا. شهد أولئك الذين تناولوا Theracurmin تحسنًا ملحوظًا في ذاكرتهم وقدراتهم على الانتباه، في حين لم يحدث ذلك للذين تلقوا العلاج الوهمي. في اختبارات الذاكرة، تحسن أولئك الذين تناولوا الكركمين بنسبة 28 في المائة على مدى 18 شهرًا. كما شهدوا أيضًا تحسنًا طفيفًا في الحالة المزاجية، وأظهرت فحوصات التصوير المقطعي البوزيتروني الخاصة بأدمغتهم تعرضهم لضرر أقل بشكل ملحوظ. يُعد Theracurmin ومنتجات الكركمين الأخرى خطوة مهمة للأشخاص الذين يسعون للوقاية من التدهور العقلي المرتبط بالعمر.

‌‌‌‌الأفضل لمحاربة آثار الشيخوخة: الجلوتاثيون.

أحد أهم المركبات التي تنتجها كل خلية في جسمك هوالجلوتاثيون. تستخدم الخلايا هذا المركب القيِّم لحماية نفسها من التلف وكذلك للمساعدة في إزالة السموم من المركبات الضارة.

الجلوتاثيون هو جزيء بروتين صغير يتألف من أحماض أمينية هي الغلوتامات والسيستين والجليسين. على مدار 100 عام من البحث، أثبتت أكثر من 100,000 ورقة علمية أن الإبقاء على مستويات الجلوتاثيون الخلوي هو أحد أهم أساسيات الحفاظ على الأداء الخلوي السليم، والصحة المناعية، وتباطؤ عملية الشيخوخة. الجلوتاثيون هو عامل إزالة السموم الأكثر فعالية في الجسم. يجمع الجلوتاثيون السموم والملوثات والمواد الكيميائية والمعادن الثقيلة ومستقلبات الأدوية ويتخلص منها عن طريق البول أو الأمعاء.19

تميل مستويات الجلوتاثيون للانخفاض مع تقدمنا في العمر، وكذلك عندما نتعرض للسموم والأدوية والتلوث البيئي وأي مركب آخر يسبب تلفاً تأكسدياً. يكون انخفاض الجلوتاثيون في الدماغ مدمرًا لخلاياه.20 يمكن أن يساعد النظام الغذائي الصحي في رفع مستويات الجلوتاثيون ولكن إلى حد بسيط فقط، ومن ثم تكون المكملات أكثر فعالية هنا.

أشهر الطرق لتعزيز مستويات الجلوتاثيون هي بتناول مكملات glutathione أو N-acetylcysteine. قبل الدراسات الحديثة، كان الجدل قائمًا حول تناول الجلوتاثيون كمكمل غذائي نظرًا للاعتقاد بعدم قدة الجسم على امتصاصه عند تناوله عن طريق الفم. ثم جاءت عدة دراسات لتثبت قدرة الجسم على امتصاص الجلوتاثيون الفموي وفعاليته في الحماية الخلوية.21

الجرعة النموذجية للجلوتاثيون هي 250 إلى 1000 ملجم يوميًا. الجرعة الموصى بها من أسيتيل سيستئين (NAC) كمكمل غذائي لتعزيز مستويات أنسجة الجلوتاثيون، بما في ذلك مستويات الدماغ، هي 500 إلى 1200 ملجم يوميًا.22

‌‌‌‌الأفضل لحماية الدماغ: L-Serine 

الاكتشاف الذي قد يوقف أمراض الدماغ التنكسية ويبطئها أو حتى يحسنها جاء من عالم النباتات الشعبي بول كوكس. علم النباتات الشعبي هو دراسة الطرق التي استخدم بها سكان المناطق الأصليين النباتات في عاداتهم ونظامهم الغذائي.

سعى كوكس في أواخر التسعينيات، وهو الذي نال درجة الدكتوراه من جامعة هارفارد، إلى معرفة السبب الذي جعل شعب شامورو في جزيرة غوام أكثر عرضةً 100 مرة للإصابة بأعراض الأمراض التنكسية، مثل التصلب الجانبي الضموري (ALS)، ومرض الزهايمر، ومرض باركنسون الذي ينتج عنه أعراض مثل اضطراب النطق وشلل الوجه وفقدان المهارات الحركية والجمود والخرف.

وكانت إجابته في عام 2002 عندما نشر هو وطبيب الأعصاب الراحل أوليفر ساكس ورقة بحثية في مجلة علم الأعصاب توضح نظريته القائلة بأن الوجبات الغذائية لهؤلاء الأشخاص تحتوي على نسبة عالية للغاية من مركب بيتا ميثيلامينو ألانين (BMAA) السام الذي كان سببًا في تنكس الدماغ. وقد ظهر ذلك أيضًا لدى فئات سكانية أخرى في أنحاء متفرقة من العالم، وعلى الأخص في الولايات المتحدة وفرنسا، وتم ربط ذلك أيضًا بوجود مستويات مرتفعة من بيتا ميثيلامينو ألانين (BMAA) في العادات الغذائية لهذه الفئات السكانية.

يُسبب بيتا ميثيلامينو ألانين (BMAA) آثارًا مدمرة للدماغ عن طريق تغيير شكل بروتينات الدماغ من خلال استبدال الحمض الأميني السيرين. ما يحدث في الأساس هو أن خلايا الدماغ تخطئ في التمييز بين بيتا ميثيلامينو ألانين (BMAA) والسيرين L-serine ليحل BMAA محل L-serine في البروتينات التي تصنعها خلايا الدماغ، وهو ما يؤدي في النهاية إلى تشكيل بروتين مغاير للطبيعي مما يؤدي إلى انحلال البروتين وتسمم خلايا الدماغ. والسبب في ذلك يرجع إلى الطي الخاطئ للبروتينات. حيث يتم طيها بطرق غريبة أو لا يتم طيها على الإطلاق.

قد يؤدي تواجد بيتا ميثيلامينو ألانين (BMAA) في الدماغ أيضًا إلى تكوين سم يعرف باسم كربونات بيتا. قد يرتبط هذا المركب بمستقبلات خلايا الدماغ للناقلات العصبية بما في ذلك المستقبلات المعروفة اختصارًا باسم NMDA. وهذا بدوره قد يؤدي إلى موت خلايا الدماغ بسبب عدة أسباب تجعل الخلية أكثر عرضة للتلف في نهاية المطاف.

في الاختبارات قبل السريرية، وعند تعريض خلايا الدماغ لمركب BMAA مع L-serine، تسبب ذلك في منع الطي الخاطئ أو عدم طي البروتينات. علاوة على ذلك، يمنع L-serine الزيادة في تكوين الإنزيم المسبب لموت خلايا الدماغ الذي يسببه BMAA.

‌‌‌‌الأفضل للذاكرة والوظيفة الإدراكية Lion's Mane وHup A:

فطر عرف الأسد (Hericium erinaceus)

فطر عرف الأسد هو فطر كبير أبيض اللون به العديد من الأشواك البيضاء الطويلة التي تشبه عرف الأسد. غالبًا ما ينمو هذا الفطر على الخشب الصلب الميت والمتحلل في الغابات أو تتم زراعته في الأراضي الزراعية الآن.

يتميز فطر عرف الأسد أنه غني بمجموعة واسعة من المركبات النشطة بيولوجيًا بما في ذلك المركبات المعروفة باسم إريناسين الموجودة في الغزل الفطري (ذلك الجزء من جسم الفطر الذي ينمو تحت الأرض) والتي يمكن أن تمر عبر الحاجز الدموي الدماغي لتترك بعض التأثيرات الرائعة في النماذج الحيوانية.24,25 تحفز هذه المركبات الخلايا المعروفة باسم الخلايا الدبقية قليلة التغصن في الجهاز العصبي المركزي (CNS) والدماغ والحبل الشوكي.26

الخلايا الدبقية قليلة التغصن هي المسؤولة عن تعزيز عملية تكوّن النخاع، وهي العملية التي يتشكل فيها الغلاف النخاعي الذي يحيط بمحاور الخلايا العصبية. الغلاف النخاعي هو عبارة عن طبقة عازلة تنتقل خلالها النبضات الكهربائية بسرعة وكفاءة ما بين الخلايا العصبية والدماغية. تعتبر سلامة ووظيفة الغلاف النخاعي في الدماغ أمرًا بالغ الأهمية لكل من الذاكرة والحركة والإدراك خاصة مع التقدم في السن.

في تجربة مزدوجة التعمية تضمنت علاجًا وهميًا على رجال ونساء يابانيين تتراوح أعمارهم بين 50 و 80 عامًا يعانون ضعفًا في الذاكرة والإدراك، تم منحهم أربعة أقراص متضمنة 250 ملجم من مسحوق فطر عرف الأسد لثلاث مرات يوميًا على مدار 16 أسبوعًا.27 بعد انقضاء المدة، خضع الأشخاص للملاحظة لمدة 4 أسابيع.

في الأسابيع 8 و 12 و 16 من التجربة، أظهرت مجموعة عرف الأسد زيادة ملحوظة في نتائج اختبارات الوظائف العقلية مقارنة بمجموعة الدواء الوهمي.

بعد أربعة أسابيع من تناول المكملات، انخفضت الدرجات بشكل ملحوظ في مجموعة عرف الأسد. تُظهر هذه النتائج أن التأثير المعزز لفطر عرف الأسد على الدماغ يتطلب تناول المكملات بشكل مستمر.

في تجربة سريرية أخرى على البشر، أظهر فطر عرف الأسد نتائج مماثلة لدى كبار السن المصابين بضعف إدراكي خفيف.28

الهيبرزين (Hup A)

الهيبرزين (Hup A) هو مركب طبيعي شبه قلوي موجود في الطحالب الصينية يقوم Hup A بالعديد من العمليات المفيدة التي ينتج عنها تأثيرات مثبتة سريريًا فيما يخص ضعف الذاكرة والإدراك.29,30يمنع Hup A انهيار الناقل العصبي أستيل كولين (ACH) عن طريق منع إنزيم أستيل كولينستراز بشكل عكسي.

يُعد نقص ACH أحد السمات الدالة على ضعف الذاكرة والتركيز. من خلال منع انهيار الناقل العصبي أستيل كولين (ACH)، يستطيع Hup A تعزيز أنشطته لتحسين الوظيفة المعرفية والذاكرة. يمنع Hup A أيضًا تلف خلايا الدماغ الناجم عن السموم العصبية المختلفة، ويعزز أنشطة إنزيمات الدماغ المضادة للأكسدة، ويعزز تكوين خلايا الدماغ الجديدة. الجرعة النموذجية من Hup A هي 200 ميكجم مرتين يوميًا. تأكد من استخدام Hup A النقي وليس مستحضرات Huperzia الخام لضمان الأمان والفعالية.

‌‌‌‌الخلاصة: تعزيز وظيفة الدماغ يكون على أساس الحاجة

إذا ظهرت عليك علامات تدل على انخفاض القوة الذهنية أو فقدان الذاكرة، فيتعين عليك التعامل مع ذلك فورًا وأن تكون محددًا جدًا في نظامك الغذائي ونمط حياتك وفي استراتيجية تناولك للمكملات. تذكر أنه مثلما يكون تدفق الدم عاملًا مهمًا في وظائف المخ، لا يقل حصولك على قسط كاف من النوم ومواجهة آثار التوتر عن أهمية ذلك. وعليه، احرص على القيام بذلك بكل جهدك أيضًا.

فيما يلي المكملات الأساسية التي أوصي بها لتحقيق تغيير فعال في وظائف المخ ولحماية الدماغ من الشيخوخة. ملحوظة: يتم ترتيب هذه المكملات حسب الحاجة

الطبيعي: المرحلة الأولى من الدعم

لا يوجد فقدان لوظائف المخ أو الذاكرة، فقط تريد الإبقاء بها على وضعها:

معتدل: المرحلة الثانية من الدعم

أنت بصحة جيدة، ولكن تشعر بنقص في القدرات العقلية وفقدان قصير المدى للذاكرة.

  • نفذ المرحلة الأولى من الدعم
  •  MemFood، ملعقة واحدة، أو كيس واحد يوميًا.. تحتوى كل جرعة على:
    • L-Serine: 4.2 جم من
    • فطر عرف الأسد (Hericium erinaceus) (الغزل الفطري وجسم الفاكهة المستنبت على الشوفان العضوي): 2 جم.
    • مسحوق عصير التوت الأزرقnbsp;(Vaccinium corymbosum)(فاكهة): 2 جم
    • MEM Blend    290 ملجم
      • Acetyl-L-Carnitine (from Acetyl-L-Carnitine HCL), Organic Turmeric Extract (Curcuma longa)(rhizome), trans-resveratrol (from Polygonum cuspidatum Extract)(root), French Maritime Pine Bark Extract (Pinus pinaster), Pyrroloquinoline Quinone Disodium Salt (PQQ)
  • الإنزيم المساعد Q10: تناول إما 100 ملجم من تركيبة ubiquinol أو 300 ملجم من تركيبة ubiquinone.

الحالات الحرجة: المرحلة الثالثة من الدعمt 

عندما تكون هناك حاجة ماسة لدعم وظائف المخ والذاكرة.

  • تناول كل ما سبق (مرحلة الدعم 1 ومرحلة الدعم 2)، مع زيادة الجرعات التالية:
  • أضف التالي:

المراجع:

  1. Muscaritoli M. The Impact of Nutrients on Mental Health and Well-Being: Insights From the Literature. Front Nutr. 2021 Mar 8;8:656290.
  2. Tardy AL, Pouteau E, Marquez D, Yilmaz C, Scholey A. Vitamins and Minerals for Energy, Fatigue and Cognition: A Narrative Review of the Biochemical and Clinical Evidence. Nutrients. 2020 Jan 16;12(1):228.
  3. Miquel S, Champ C, Day Jet al. Poor cognitive ageing: Vulnerabilities, mechanisms and the impact of nutritional interventions. Ageing Res Rev. 2018 Mar;42:40-55.
  4. Douaud G, Refsum H, de Jager CA, et al. Preventing Alzheimer’s disease-related gray matter atrophy by B-vitamin treatment. Proc Natl Acad Sci U S A. 2013 Jun 4;110(23):9523-8.
  5. Oulhaj A, Jernerén F, Refsum H, et al. Omega-3 Fatty Acid Status Enhances the Prevention of Cognitive Decline by B Vitamins in Mild Cognitive Impairment. J Alzheimers Dis. 2016 Jan 6;50(2):547-57.
  6. Schaefer EJ, Bongard V, Beiser AS, Lamon-Fava S, Robins SJ, Au R, Tucker KL, Kyle DJ, Wilson PW, Wolf PA. Plasma phosphatidylcholine docosahexaenoic acid content and risk of dementia and Alzheimer disease: the Framingham Heart Study. Arch Neurol. 2006 Nov;63(11):1545-50.
  7. von Schacky C. Importance of EPA and DHA Blood Levels in Brain Structure and Function. Nutrients. 2021 Mar 25;13(4):1074.
  8. Hosseini M, Poljak A, Braidy N, Crawford J, Sachdev P. Blood fatty acids in Alzheimer's disease and mild cognitive impairment: A meta-analysis and systematic review. Ageing Res Rev. 2020;60:101043.
  9. Bennett DA, Dawson-Hughes B, Booth SL, et al. Nutrients and bioactives in green leafy vegetables and cognitive decline: Prospective study. Neurology. 2018 Jan 16;90(3):e214-e222. 
  10. Cherniack EP. A berry thought-provoking idea: the potential role of plant polyphenols in the treatment of age-related cognitive disorders. Br J Nutr. 2012 Sep;108(5):794-800.
  11. Nakano M, Ubukata K, Yamamoto T, Yamaguchi H. Effect of pyrroloquinoline quinone (PQQ) on mental status of middle-aged and elderly persons. FOOD Style. 2009;21:13(7):50-3.
  12. Yang X, Zhang Y, Xu H, et al. Neuroprotection of Coenzyme Q10 in Neurodegenerative Diseases. Curr Top Med Chem. 2016;16(8):858-866.‌
  13. Malaguarnera M. Carnitine derivatives: clinical usefulness. Curr Opin Gastroenterol. 2012 Mar;28(2):166-76.
  14. Thal LJ, Calvani M, Amato A, Carta A. A 1-year controlled trial of acetyl-l-carnitine in early-onset AD. Neurology. 2000 Sep 26;55(6):805-10. 
  15. Koushki M, Dashatan NA, Meshkani R. Effect of Resveratrol Supplementation on Inflammatory Markers: A Systematic Review and Meta-analysis of Randomized Controlled Trials. Clin Ther. 2018 Jul;40(7):1180-1192.e5.
  16. Marx W, Kelly JT, Marshall S, et al. Effect of resveratrol supplementation on cognitive performance and mood in adults: a systematic literature review and meta-analysis of randomized controlled trials. Nutr Rev. 2018 Jun 1;76(6):432-443.
  17. Bhat A, Mahalakshmi AM, Ray B, et al. Benefits of curcumin in brain disorders. Biofactors. 2019;45(5):666-689.
  18. Small GW, Siddarth P, Li Z, et al. Memory and Brain Amyloid and Tau Effects of a Bioavailable Form of Curcumin in Non-Demented Adults: A Double-Blind, Placebo-Controlled 18-Month Trial. Am J Geriatr Psychiatry. 2018;26(3):266-277. 
  19. Forman HJ, Zhang H, Rinna A. Glutathione: overview of its protective roles, measurement, and biosynthesis. Mol. Aspects Med. 2009;30, 1−12. 
  20. Dwivedi D, Megha K, Mishra R, Mandal PK. Glutathione in Brain: Overview of Its Conformations, Functions, Biochemical Characteristics, Quantitation and Potential Therapeutic Role in Brain Disorders. Neurochem Res. 2020;45(7):1461-1480.
  21. Park EY, Shimura N, Konishi T, et al. Increase in the protein-bound form of glutathione in human blood after the oral administration of glutathione. J Agric Food Chem. 2014;62(26):6183-6189.
  22. Tardiolo G, Bramanti P, Mazzon E. Overview on the Effects of N-Acetylcysteine in Neurodegenerative Diseases. Molecules. 2018;23(12):3305.
  23. Dunlop RA, Carney JM. Mechanisms of L-Serine-Mediated Neuroprotection Include Selective Activation of Lysosomal Cathepsins B and L. Neurotox Res. 2020;10.1007/s12640-020.
  24. Ghosh S, Nandi S, Banerjee A, Sarkar S, Chakraborty N, Acharya K. Prospecting medicinal properties of Lion's mane mushroom. J Food Biochem. 2021 Jun 24:e13833. 
  25. Ryu SH, Hong SM, Khan Z, Lee SK, Vishwanath M, Turk A, Yeon SW, Jo YH, Lee DH, Lee JK, Hwang BY, Jung JK, Kim SY, Lee MK. Neurotrophic isoindolinones from the fruiting bodies of Hericium erinaceus. Bioorg Med Chem Lett. 2021 Jan 1;31:127714.
  26. Huang HT, Ho CH, Sung HY, Lee LY, Chen WP, Chen YW, Chen CC, Yang CS, Tzeng SF. Hericium erinaceus mycelium and its small bioactive compounds promote oligodendrocyte maturation with an increase in myelin basic protein. Sci Rep. 2021 Mar 22;11(1):6551.
  27. Mori K, Inatomi S, Ouchi K, et al. Improving effects of the mushroom Yamabushitake (Hericium erinaceus) on mild cognitive impairment: a double-blind placebo-controlled clinical trial. Phytother Res. 2009 Mar;23(3):367-72.
  28. Saitsu Y, Nishide A, Kikushima K, et al. Improvement of cognitive functions by oral intake of Hericium erinaceus. Biomed Res. 2019;40(4):125-131.
  29. Wang R, Yan H, Tang XC. Progress in studies of huperzine A, a natural cholinesterase inhibitor from Chinese herbal medicine. Acta Pharmacol Sin. 2006 Jan; 27(1):1-26.
  30. Tun MK, Herzon SB. The pharmacology and therapeutic potential of (-)-huperzine A. J Exp Pharmacol. 2012 Sep 5;4:113-23.